بورتريه الفيلسوف ديدرو . متحف اللوفر . 97
كان صرح طراز أوج الروكوكو في تلك الآونة في سبيله إلى التداعي، وكان جمهور المتذوّقين يتوقّـع أن يحول مصور لوحة كوريسّوس دون أفول هذا الطراز، حتى لقد عقّـب ديدرو (لوحة 97) على هذه اللوحة بأنها: "قد شدّت الانتباه إليها لحاجة الجمهور بفرنسا إلى خَلفٍ لأباطرة طراز الروكوكو، لا لما تنطوي عليه من مزايا خاصة بعد أن تدنّـت موهبة بوشيه وبعد وفاة الأخوين جواردي وبعد هجرة تييبولو إلى مدريد". وبطبيعة الحال لم يكن فراجونار مهيّـأً لأداء الدور نفسه الذي لعبه مَـنْ سبقوه، فإذا هو ينفرد باتجاه خاص به دون أن يحفل بعالم الأساطير الخالد أو بالكلاسيكية المحدثة، الأمر الذي أسفر عن إهمال شأنه وعن تجاهل معارض صالون باريس له. ولقد كانت حياته مثل فنه طليقة متحرّرة خالية من القيود التي فرضها رعاة الفن ولم يُعـِـرها اهتماماً، إذ كانت معاملاته تتم مباشرة مع تجار التحف الفنية دون وسيط .
0 التعليقات:
إرسال تعليق