كوريسوس يضحي بنفسه لإنقاذ حياة كاليرهويه . متحف اللوفر . اللوحه 96
وإذا تناول الموضوعات التاريخية - وهو أمر نادر الحدوث - جاءت كذلك مفعمة بالحب، فلوحة "كوريسّوس يضحّي بحياته لإنقاذ كاليرهُوِيه(23) علق الكاهن كوريسوس أحد كهنة الإله باكخوس في بويوتيا بالحورية كاليرهويه التي كانت تصده على الدوام، فشكاها إلى باكخوس الذي أصاب البلاد بوباء الطاعون. وإذا بالهاتف الإلهي يوحي إلى أهل البلاد بأن يقدموا كاليرهويه قرباناً على مذبح الإله حتى يرضى عنهم. وسيقت الفتاة إلى المذبح غير أن الكاهن كوريسوس طعن نفسه بدلا منها. وعندما أدركت كاليرهويه مدى ما اقترفته في حق عاشقها انتحرت عند حافة نافورة حملت اسمها فيما بعد. " التي عُـرضت بصالون باريس عام 1765 (لوحة 96) إن هي إلا محاولة من جانبه للجمع بين خصاله الذاتية والقوالب الأكاديمية، فجاءت معبّرة عن حب لم يؤت ثماره وعن تضحية سامية كانت تعدّ وقتذاك عاطفة عقيمة. وقد بذل فراجونار جهداً جباراً كي يُجيّـش قوى الإثارة في تكوينه الفني، لاجئاً إلى رسم غلالات من السّحب الداكنة والأتباع والشخوص المجنّـحة المحلّـقة ليملأ الفراغ الفسيح الشاغر بين العمودين الذي لا يحتل الكاهن والحورية إلا جانباً ضئيلاً منه.

0 التعليقات: