0 التعليقات


بسم الله الرحمن الرحيم

أسرار العلاج بالفن التشكيلي

الباحث : عبد الرحمن بن محمد العبلان
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
المقدمة
الحمد لله الذي منً على المؤمنين بإرساله سيد المرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى اله وأصحابه الأبرار وبعد . .
أبداء كلامي بقوله تعالى ( اقرأ بسم ربك الذي خلق (1) خلق الإنسان من علق (2) أقرأ وربك الأكرم (3) الذي علم بالقلم (4) علم الإنسان مالم يعلم (5) الأيه . . . سورة العلق , وقال ربي سبحانه وتعالى في سورة الإسراء ( وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً ) الأية . . . 85[ .
لم يعد الفن التشكيلي لوحة تُرسم، أو مجسماً يُنحت، إنما تعدى ذلك ليكون واحداً من الأساليب العلاجية المعترف بها على المستوى المحلي والعالمي. وقد وصفت الرابطة الأمريكية للعلاج بالفن التشكيلي هذا النوع من العلاج بأنه الاستعمـال العلاجي للإنتاج الفني من خـلال ابـتـكـار الـفـن والـتـمـعـن فـي إنـتـاجـه وعـمـلـيـاتـه . يستطيع الأفراد أن يرفعوا من درجة إدراكهم لأنفسهم والآخرين، والتأقلم مع أعراضهم المرضية والضغوط التي تنتابهم، والصدمات التي يمرون بها، فيحسنون من قدراتهم المعرفية، ويستمتعون بمتعة الحياة الأكيدة من خلال عمل الفن. والمعالجون بالفن هم أخصائيون مدربون في كل من الفن والعلاج. فهم مطلعون بالنمو الإنساني، والنظريات النفسية، والتطبيق الإكلينيكي، والقدرة الشفائية للفن. يستعملون الفن في التشخيص والبحث.
هناك الكثير من الأمراض التي يمكن علاجها منها الأمراض النفسية مثل الاكتئاب، القلق، الاضطرابات العصبية بشكل عام. والأمراض البدنية حيث يساهم العلاج بالفن التشكيلي وبشكل كبير في عمليات التأهيل الشامل للمرضى المصابين بالشلل، والجلطات الدماغية، والأورام السرطانية، وأمراض الدم .
ومن خلال المتابعة اللصيقة لما ينتجه الباحثون والممارسون في العلاج بالفن , أحببت أن أقدم في بحثاً في هذا المجال والذي أتحدث من خلاله عن أسرار العلاج بالفن التشكيلي , محاولاً بوصفي طالب في قسم التربية الفنية وبصفتي احد الطلاب الذين تعلوا على يد المؤسس الأول للعلاج بالفن التشكيلي في الوطن العربي الدكتور : عوض بن مبارك اليامي . . . إرضاءً لنفسي وإشباعاً لما ينقصني من العلم والمعرفة ولإرضاء بعض التطلعات لدى طلاب العلم في الفن والتربية الفنية والعلاج بالفن التشكيلي .
وقد قسّم هذا البحث إلى تسعة أبواب جاءت على النحو التالي :
1.أهمية هذا النوع من العلاج بالفن التشكيلي . 2.علم النفس اللأكلنيكي . 3.معنى المركزي . 4.أسرار النفس البشرية . 5.صعوبات التكلم عند ذوي الاحتياجات الخاصة . 6.فنون الأطفال ومراحل نموها . 7.التشخيص النفسي عن طريق الفن . 8.الأساليب والطرق العلاجية بالفن التشكيلي .
وأخيراً أتمنى أن أكون قد وفقت في تقديم نظره شاملة عن مايحتوية هذا البحث الذي كتبته بعد الإطلاع والرجوع للعديد من المؤلفات والدراسات السابقة والتي لا يأتي فيها هذا البحث إلا بمثابة ذرة رمل في وسط الصحراء .
أسأل الله لي ولكم التوفيق . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المدخل للبحث :
أود أن ألملم قدر استطاعتي بكل ماله صلة بأسرار العلاج بالفن التشكيلي الخاص بالتربية الفنية , لـكـن المصادر في هذا المجال شبة معدومة في عالمنا العربي باستثناء العالم الغربي لأن لهم السبق في هذا المجال , وأمنيتي أن أكمل مابدئته في دراستي في مجال التربية الفنية الذي وهب لي الله حبه فيها وأن أتعمق في بحر هذا العلم لأنه بكل بساطه من هواياتي المجال الفني , كما أني أحب المجال النفسي والاجتماعي , وأريد الدمج بهم معاً سواء في بحثي أو في ثقافتي العامة فقد لخصت بحثي هذا ولم أرغب في الإطالة فيه .
باختصار هنالك عدة أسئلة مبهمة بإذن الله سوف نتطرق للإجابة عليها فيما يلي مع شرح وتفصيل مختصر فأسأل الله أن يعيننا على ذلك .
فمن ضمن المسائل المبهمة :

§ ما هوا علم النفس الأكلنيكي ؟
§ ما هو معنى المركزي ؟
§ ما هي أسرار النفس البشرية ؟
§ هل تواجه صعوبة في فهم بعض الناس ؟
§ ما هي صعوبات التعلم عند ذوي الاحتياجات الخاصة؟
§ من هم المصابين بصعوبات التعلم؟
§ ما هي أسباب صعوبات التعلم ؟
§ ما هي فنون الأطفال وما هي مراحل نموها ؟
§ كيف تنمي مواهب الطفل ؟
§ كيفية التشخيص النفسي عن طريق الفن ؟
§ ما هي الأساليب والطرق العلاجية بالفن ؟
§ ما هي أهمية هذا النوع من العلاج بالفن ؟
§ إلى أي مدى يتجاوب المجتمع ويقبل بهذا النوع من العلاج ؟

أهداف البحث

· المتعة و الاستفادة في أن واحد .
· أتساع قدرة مفهوم الشخص بأن الفن متمركز في هذا المجال.
· معرفة أن لهذا التخصص ريادة في مجال الطب والعلاج النفسي .
· تفسير بعض المفاهيم الغامضة في هذه الحياة .
· الإلمام ببعض أسرار النفس البشرية .
· التغلب على الصعوبة المتواجدة في فهم بعض الناس .
· معرفة نمو الأطفال ومراحلها .
· تعين مستوى الذكاء ومتوسطي الذكاء والمتخلفين عقليا .
· تعريف المدخل الطبي في التشخيص النفسي عن طريق الفن .
· معرفة الأساليب والطرق العلاجية بالفن .


أهمية البحث

أن من أهمية هذا البحث :
· جهل بض الناس في أهمية التربية الفنية في المجتمع .
· أهمية وجود الأبحاث لندرة هذا المجال الجديد في العالم العربي .
· توضيح أهميته العلاج بالفن التشكيلي لمن يرفض هذا القسم .
· تبصير المجتمع وتثقيفه في المجالات الفنية المتعددة .
· ترابط العاج بالفن وعلوم النفس والمجتمع .
· يقوي العلاقات الأسرية ويوضحها ويفيدها لتأدية واجبها العلاجي الخاص .
· معرفة بعض الشخصيات التي تمر على الشخص الذي يجهلها.
· تنمية القدرات الفردية لكل شخص ومعرفة ميوله .
· زيادة المعلومات والتعرف على الفائت الخاصة وأطفال التوحد والمتخلفين عقليا في إطار مختصر .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

أهمية العلاج بالفن التشكيلي :

_تدور أهمية العلاج بالفن التشكيلي في جانبي هذا المجال وهما (العلاج النفسي والتعبير الفني) حيث يقوم العلاج النفسي بخدمة الفنان التشكيلي في عمليات الاستبصار بالذات ويأتي جانب التعبير الفني بمثابة القالب الآمن الحر الذي يعطي الفنان (الرسام) فرصة غير محدودة للغور في مشاعره وأحاسيسه وأفكاره من دون تحفظ معيق لمحتوى النفس الذي هو أساس عمليات التنفيس العلاجي عن المعيقات وطريق واضح للتاقلم مع الصعوبات سواء اليومية (العادية) أو المرضية (الاكلينيكية). وبهذا يتعاون مجالا الفن التشكيلي وعلم النفس الاكلينيكي لتتم عملية الشفاء والصفاء الذهني والنفسي بإذن الله
إلى أي مدى تجدون تجاوب وقبول المجتمع لهذا النوع من العلاج؟
- إذا كان التساؤل عن الفئات التي تتجاوب مع هذا النوع من العلاج الحديث في مجتمعنا فالجواب واضح: حيث ان الشعب السعودي شعب كريم وطموح يحب كل ماهو جديد ويطور من أداء الفرد الذاتي على الصعيدين الشخصي والعملي أما إذا كان السؤال عن الفئات المستفيدة من هذا النوع من العلاج الحديث فقد تكشفنا فوائده مع الفئات التالية:
- الأمراض النفسية (الاكتئاب والقلق وبعض صفات الفصاميين والوساوس القهرية وكثير من أنواع الخوف الرهاب) ويقوم العلاج بالفن التشكيلي مع هذه الفئة على التعبير عن المعاناة النفسية وإيجاد الحلول المناسبة لها عن طريق العمليات العقلية والبدنية المتوافرة في الرسم أو التشكيل المبسط. وهو إما أساسيا أو مساعدا لإحدى الأساليب العلاجية المتبعة. ولا غنا عن زيارة الطبيب النفسي الذي هو العماد الأساس في علاج الاضطرابات النفسية.
- المعاناة والأمراض الجسدية (الأورام الخبيثة وأمراض المناعة المكتسبة) - الأيدز - (والأمراض التي تحتاج إلى التنويم الطويل في مستشفيات التأهيل الطبي ودور النقاهة) وهنا يؤدي العلاج بالفن التشكيلي دورا أساسيا في تخفيف المعاناة النفسية ليساعد المريض على تقبل الوضع ورفع روحه المعنوية للاستمرار في كفاح المرض وتهيئته لاستقبال الأساليب العلاجية الأخرى التي تتأثر بالنواحي النفسية وفي ظل ذلك يعمل المعالج بالفن التشكيلي ضمن فريق علاجي طبي متكامل
- الأمراض الناتجة عن الحوادث (الشلل والحروق والأورام وإصابات الدماغ وإصابات العمود الفقري) ويكون العلاج هنا مساعدا ومؤثرا بطريقة إيجابية على سير العملية العلاجية وتأهيليا لأعادة المريض إلى وضع يكون متأقلما معه. وفي الحقيقة يوفر التأهيل بالفن التشكيلي طريقا واضحا وسهلا يعدل من طريقة تفكير المريض لكي يكون منتجا بدلا من التفكير في أنه أصبح عاجزا عن الإنتاج. ويعمل المعالج بالفن التشكيلي ضمن فريق تأهيل طبي يؤثر فيه ويتأثر به ويتناغم معه بشكل مثالي.
- المشكلات ذات العلاقة بالتعليم (الخوف من المدرسة والتخلف العقلي والتخلف الدراسي والتوحد ومشكلات المراهقة ومشاكل عدم التأقلم الاجتماعي) ويكون العلاج بالفن التشكيلي هنا أساساً تربوياً ونفسياً وتأهيلياً واجتماعياً يبحث في إيجاد حلول ابتكارية مناسبة من خلال الرسم والتشكيل الفني التي تصب في صلب المشكلة في ظل أسس التربية الحديثة والتقنيات النفسية النابعة من الخبرات المهنية في التعامل مع هذه المشكلات.
أما المؤسسات الممكن لها أن تستفيد من هذا النوع من العلم الحديث فهي كالتالي:
- المستشفيات العامة وفيها يتلقى المرضى العلاج النفسي والتأهيلي المساعد بالفن التشكيلي الذي يدور حول تأهيل المريض من الناحية الجسمية والعقلية للتأقلم مع المرض العضوي. الشئ الذي يجعل المريض في حالة جيدة لتلقي العلاج والاستمرار في البرنامج العلاجي المقترح والوصول إلى نتائج أفضل وبشكل أسرع وتدل البحوث والممارسات الميدانية على فاعلية العلاج بالفن التشكيلي في التأثير الإيجابي على علاج عدة أمراض مثل السرطان وأمراض فقد المناعة وغيرها؛ وفي بعض المستشفيات بأمريكا يتعدى دور العلاج بالفن التشكيلي التعامل المباشر مع المريض إلى جدران وردهات المستشفى ليكون علاجا عاما يستفيد منه الجميع وفي مستشفى أندرسون لأطفال السرطان بولاية تكساس الأمريكية تكون قسم خاص بالعلاج بالفن التشكيلي يضم فريق دعم مثالي يدر دخلا ماديا على المرضى ويوفر لهم المعدات الطبية ومستلزمات الحياة الأساسية عن طريق عرض انتاج مرضاهم الفني للبيع عن طريق الإنترنت.
- العيادات والمصحات النفسية: وفيها يتلقى المرضى والمراجعون جلسات علاجية نفسية عن طريق الفن بشكل أساسي أو مساند لعلاج الكثير من الأمراض والاضطرابات الفنسية والمشكلات الاجتماعية.
- مراكز تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة وفيها يتلقى أفراد الفئات الخاصة تدريبات تأهيلية وعلاجية بدنية واعداداً نفسياً واجتماعياً ومهنياً وهنا يكون العلاج بالفن التشكيلي أساسياً في كثير من الحالات.
- مراكز إيواء المسنين وفيها يتلقى كبار السن برامج فنية عملية تشبه العلاج بالعمل والهدف منها شغل وقت فراغ المسن والبحث له عن الهوايات الفنية المناسبة مما يؤدي إلى رفع معنوياته والخروج به من زاوية اليأس والاكتئاب. كما لاحظنا أيضا بأن العلاج بالفن التشكيلي مع المسنين يساهم في تحسين الذاكرة لدى المسنين وخاصة من هم يعانون من مرض الخرف (الزهايمر).
- المدارس وهنا يستطيع الكثير من الطلبة اللجوء إلى المعالج بالفن التشكيلي للتعبير عن معاناتهم النفسية والاجتماعية بطرق غير معهودة وأكثر أمنا تسهم في حل مشكلاتهم الخاصة والتبصر بها بشك أكثر عقلانية. إذاً من خلال الفن يستطيع الطلبة التحدث بطلاقة عن أعمالهم الفنية باعتبارها وسائل للتعبير تعفيهم من الإحراج وتساعدهم على البوح بما يختبئ وراء سلوكياتهم غير المرغوب فيها ويحل مشكلاتهم التي قد لايلاحظها أحد ويكون الفن صديقا في وقت قد لايؤمن فيه الصديق.